اعلان رأس الصفحة1

مدينة الكويرة...هل هي مغربية؟؟




 


تمتد الكويرة في الجنوب المغربي , وهي تقع على لسان بحري أي شبه جزيرة, وهي أبعد نقطة في الجنوب المغربي رغم أنها تمتد قبالة مدينة نواديبو العاصمة الاقتصادية لموريطانيا حيث لا يفصلها عنها سوى 15 كلم, وتبعد الكويرة عن مدينة الداخلة بحوالي 700 كلم.

تعرضت الكويرة خلال القرن 19م للاستعمار الاسباني, وقد أنشأت فيها اسبانيا بنيات تحتية متعددة , وهكذا أنشأ الاسبان مدرسة و مستوصفا و مركزا للبريد و كنيسة. وكانت تصل الى الكويرة السفن التي كانت تربط المدينة بجزر الكناري الاسبانية. كما عملت اسبانيا على بناء معمل لتمليح و تصدير السمك مما دفع الناس للاستقرار في الكويرة حيث تشير بعض الاحصائيات الى استقرار 250 أوربي , فضلا عن 1600 صحراوي من قبائل مختلفة. لكن الكويرة تحولت اليوم الى منطقة مهجورة و خالية من السكان أو كما وصفها البعض بمدينة الأشباح وذلك بسبب الصراع المسلح بين القوات المسلحة للمملكة المغربية و مرتزقة البوليساريو.

بعد توقيع اتفاقية الاستقلال بين المغرب و فرنسا في 2 مارس 1956 , شرع المغرب في استرجاع المناطق المحتلة من طرف اسبانيا , و هكذا استرجع المغرب المنطقة الخليفية في الشمال في أبريل 1956 , ثم استرجعت طنجة في سنة 1957 , ثم استرجع المغرب اقليم طرفاية سنة 1958 , ثم منطقة سيدي ايفني سنة 1969 . و خلال سنة 1975 نظم الملك الراحل الحسن الثاني المسيرة الخضراء و التي مكنت المغرب من استرجاع جزء مهم من اقاليمه الصحراوية. فبعد نجاح المسيرة الخضراء , وقعت اسبانيا و المغرب و موريطانيا اتفاق مدريد في 14 نونبر 1975 الذي قضى بتقسيم الصحراء بين المغرب و موريطانيا , وهكذا حصلت موريطانيا على اقليم وادي الذهب و عاصمته الداخلة , بينما حصل المغرب على اقليم الساقية الحمراء و عاصمته العيون.

لم يرق هذا الاتفاق جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر و التي كانت قد تأسست سنة 1973 , حيث عملت الجبهة على شن الحرب ضد المغرب في اقليم الساقية الحمراء و ضد موريطانيا في اقليم وادي الذهب , لكن موريتانيا ستشهد سنة 1976 انقلابا عسكريا سيطيح بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه المقرب من المغرب , و ستعلن بعدها موريطانيا عن انسحابها من الصحراء و من اقليم وادي الذهب خاصة بعد الاتفاق الثلاثي الذي وقعته موريطانيا و البوليساريو و الجزائر في 5 غشت 1979.

وبعد تسعة ايام من هذا الاتفاق , و بالضبط في 14 غشت 1979 دخلت القوات المسلحة المغربية لاقليم وادي الذهب بعد انسحاب الجيش الموريتاني منه. حيث حطت 5 طائرات من نوع هرقل سي 130 في مدينة الداخلة , ثم انتقل أزيد من 360 شخص من أعيان المنطقة ممثلين لمختلف القبائل الصحراوية الى الرباط و قدموا البيعة للملك الحسن الثاني خلال مراسيم بثت مباشرة على التلفزة المغربية.

لكن و بحكم قرب الكويرة من مدينة نواديبو في موريتانيا , فان الحضور العسكري المغربي لم يمتد ليشمل منطقة الكويرة.

وخلال سنة 1984 اعترفت موريطانيا بجبهة البوليساريو.

و خلال سنة 1987 , شرع الملك الراحل الحسن الثاني في بناء الحزام الرملي الدفاعي على أطراف الصحراء المغربية لحماية المغرب من هجمات جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر لكن الجدار لم يجعل الكويرة و مناطق أخرى مثل تفاريتي و مهيريز و الكويرة داخل الجدار بل هي خارجه.

و خلال سنة 1991 , تم التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار بين المغرب و جبهة البوليساريو برعاية منظمة الأمم المتحدة التي أرسلت بعثتها المينورسو الى الصحراء المغربية.

ان وضع الكويرة اليوم غامض , فهي اداريا تابعة للمغرب و هي امتداد لاقليم أوسرد المغربي , لكن الكويرة حقيقة و على أرض الواقع مراقبة من طرف موريطانيا.فمنطقة الكويرة لا تبعد عن مدينة نواديبو العاصمة الاقتصادية لموريطانيا الا ب 15 كلم و لا تريد موريتانيا أن تتحول الكويرة الى منطقة صراع عسكري مسلح بين المغرب و جبهة البوليساريو لكن المغرب اشترط على موريطانيا ان تبقى الكويرة تحت مراقبة موريطانيا و لكن دون أن يدخلها أحد من عناصر جبهة البوليساريو لأن حينها سيكون المغرب مضطرا للتدخل ضد عناصر البوليساريو.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق